"السّاحل وتعدّد المبادرات الأمنية انكشاف أمني للمنطقة الساحلية-الصحراوية؟"

 



فرقة البحث

جيوسياسية الموارد الطبيعية في منطقة الساحل والصحراء

 

نظمت بتاريخ 27 جوان 2019

 

يوم دراسي موسوم ب:

"السّاحل وتعدّد المبادرات الأمنية انكشاف أمني للمنطقة الساحلية-الصحراوية؟"

 

       تشهد المنطقة الساحلية-الصحراوية توترا متزايدا، بالنّظر إلى ما تحتويه من مــــــــوارد واتخاذها منطقة ملاذ من قبل العديد من الجماعات الإرهابية، كما تخترقها جماعات تهريب متنوعة (مخدّرات، أسلحة، بشر...الخ)، ممّا يستدعي دراسة معمّقة للمبادرات الإستراتيجية-الأمنية التي تأتي من جهات متعددة لعلّ أهمها تلك التي تبادر بها القوى الدولية فرنسا من ناحية، و الولايات المتحدة من ناحية أخرى.

      على ضوء ذلك، يُلاحظ أنّ تعدّد تلك المبــــــــادرات وتشابهها إضافة إلى طبيعتها الاستقطابية يجعل من الإقليم موضوعا للتفاعلات الإستراتيجية وليس فاعـــلا، وهو ما يشكّل خطرا يزداد حجمه مع انخراط القوى الإقليمية والدولية من خارج المنطقة في هندسة أمـــن واستقرار الإقليم، دونما اهتمام بما يمكنه أن يخدم مصالح دول و شعوب المنطقة الساحلية-الصحراوية.

     كما يُلاحظ أن تلك المبادرات اتخذت من التنافس بين دول الإقليم مقاربة لتشديد الانكشاف الأمني للإقليم، ومن ذلك إيجاد آليات لإدارة الإشكاليات الأمنية دون إشراك الدول المفتاحية في المنطقة الشاسعة على  غرار الجزائر التي تم استبعادها من مبادرة  G5 Sahel باعتبار أنها لا تخدم استراتيجيات الهندسة الأمنية للقوى المذكورة.

 

 

توصيات اليوم الدراسي

 

1 - ضرورة إدخال آليات ديناميكية للهندسة الأمنية الجزائرية في منطقة الساحل، من خلال الخروج من مأزق المواجهة مع قوى التدخل الأجنبي، عبر التأكيد على أولوية دور الدول والمنظمات الإقليمية  ( الاتحاد الإفريقي والمنظمات تحت إقليمية التي تنضوي تحته )، وتفعيل المقاربات متعددة الأبعاد ( أمنية، سياسية، اقتصادية، اجتماعية...) للخروج من دوامة " المأزق الأمني " الخاضع لآليات الاختراق والتوظيف.

2 - إعادة إحياء السياسة الإفريقية للجزائر، عبر العودة لاستغلال الرصيد التاريخي، مع تكييفات إستراتيجية، سياسية واقتصادية وحتى ثقافية جديدة تستجيب للتحولات الجيوسياسية الراهنة.

3 - إعطاء أهمية تفاعلية للمناطق الحدودية الجزائرية المطلة على منطقة  الساحل، كمنطلقات ارتكاز لتنفيذ مخرجات السياسة " الساحلية " ثم الإفريقية  للجزائر، وفق مرتكزات الاندماج الحدودي.

4 - تشجيع مبادرة بعث عملة إفريقية جديدة ( ECO ) مكان CFA في آفاق 2020، كما جاء في اجتماع دول  CEDEAO المنعقد في أبيدجان يوم 25 جوان 2019.

5 - تشجيع مقاربات التفاعل المغاربي- الساحلي وفق منظور جيوسياسي جديد يستوعب خصوصيات الفضائيين الإقليميين.

6 - تفعيل شبكة تبادل المعلومات والخبرات بين دول الساحل والصحراء بمشاركة جزائرية فعالة.

7 - تشجيع استخدام تقنيات التكنولوجيات الجدية لمراقبة الحدود الجزائرية، لاسيما ما تعلق منها باستخدام الأقمار الاصطناعية والطائرات من دون طيار ( التي هي من صنع جزائري ).

8 - المساهمة في تفعيل مقاربة إيجابية لمنطقة الساحل والصحراء من بؤرة توتر وتهديدات إلى فضاء إشعاع تنموي وثقافي وسياحي جذاب.

9 - ضرورة تشجيع الدراسات الإفريقية، بإعطاء الأولوية للفضاءات الإقليمية الفرعية ذات التفاعل المباشر مع الرهانات الأمنية والإستراتيجية للجوار الحدودي الجزائري . لما لا من خلال فتح معهد للدراسات والبحوث الإفريقية بإحدى الولايات الحدودية الجزائرية يكون مركزا لتكوين النخب في المنطقة وفي إفريقيا.

10 - الاستفادة من الإشكاليات والمداخلات المقدمة في هذا اليوم الدراسي وفي مختلف التظاهرات العلمية التي تنظمها المدرسة، لتكون خلفية لثنائية النشاط البحثي للمدرسة من ناحية ومن ناحية أخرى مواضيع البحث المقترحة في إطار مخابر وفرق البحث وكذا أطروحات الدكتوراه، وهذا إثراءً وترقية للبحث العلمي.

11 - الدعوة لترقية هذا اليوم الدراسي الذي يطرح إشكالية بحث مهمة إلى ملتقى وطني خلال السنة الجامعية المقبلة.

 

المزيد من المحتوى: