في إطار النشاطات العلمية التي تنظمها المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، تم استضافة الدكتور مصطفى بن عبد العزيز، خريج جامعة يال الإمريكية، وأستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة الجزائر، لإلقاء محاضرة حول أهمية الاقتصاد السياسي في فهم العلاقات الدولية.وذلك يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2019 بمقر المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية.
حيث ركز في محاضرته على تجربته العلمية في تدريس مادة الاقتصاد السياسي، مشيرا إلى انتقال مادة الاقتصاد من العلم المستقل بذاته إلى علم متعدد التخصصات، وذلك نظرا لتداخل القضايا الاقتصادية مع القضايا السياسية، القانونية، التاريخية، الاجتماعية والأنثربولوجية، إلا أن الجدل والنقاش بقي عبر مختلف المدارس الاقتصادية قائما بين الدولة والسوق، ومكانة الانسان ضمن هذا النقاش، خصوصا بعد فشل التيار الاقتصادي الرياضي الذي يعتمد على الإحصاء والرياضيات والمعادلات على التكيف مع مجموع الأزمات المتعاقبة، فبعد هيمنت التيار الليبرالي والنيوليبرالي الذي يبعد الدولة عن أي تدخل في النشاطات الاقتصادية تاركا المجال للسوق الذي يحدد قواعده وفق قاعدة العرض والطلب.
ظهر في الفترة الأخيرة في كندا تيار التفكير الاقتصادي الجديد، New economic thinking يهدف إلى أخلقة الاقتصاد، وكرس هذا الاتجاه أمارتيا كومار سن (Amartya Kumar Sen) (ولد 3 نوفمبر 1933) هو عالم اقتصاد وفيلسوف هندي، يعمل بالتدريس في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وتحصل على جائزة نوبل في الاقتصاد، حيث عرف الاقتصاد بقوله:"
علم الاقتصاد هو علم الأخلاق"، وهو نفس الاتجاه الذي ذهب إليه قبل ثلاثة قرون آدم سميث في كتابه les traités de la morale.
كما أشار الدكتور بن عبد العزيز إلى الكنيزية والنيو كينيزية مع جوزف ستيغلز و إعادة النقاش الدائر بين الدولة والسوق، السوق لا يمكنه أن يعظم المنفعة؛ الدولة يحب أن تلعب دور المنظم régulateur .
وبعد عرض الأفكار القيمة لمكانة وأهمية الاقتصاد السياسي في العلاقات الدولية المتسمة بالاقتصاد الشامل، كان النقاش ثريا بين الطلبة والأستاذ.